مَا هِيَ الصَّلَاةُ فِي المَسِيحِيَّة ؟

الصَّلَاة فِي المَسِيحِيَّة هِيَ عَلَاقَةٌ مَعَ اللّهِ بِالمَسِيحِ الحَيِّ القَائِم مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ , إِنَّهَا صِلَتُنَا الرُّوحِيَّة مَعَهُ , نُخَاطِبُهُ وَنَتَحَدَّثُ إلَيْهِ مِنْ خِلَالِهَا , إِنَّهَا لَيْسَتْ فَرْضٌ , فَلَيْسَ الله هُوَ الَّذِي يَحْتَاجُ أَنْ يُصَلِّيَ الإِنْسَانُ لَهُ وَلَا أَنْ يَعْبُدَهُ لِأَنَّهُ كَامِلٌ وَلَا يَنْقُصُهُ شَيْء , بَلْ الإِنْسَان هُوَ الَّذِي يَحْتَاجُ رُبُوبِيَّتَهُ , فَالعِبَادَة هِيَ التَّعْبِير عَنْ تَقْدِيمِ الشُّكْرِ وَالمَجْدِ لله , أَمَّا الصَّلَاة فَهِيَ الغِذَاءُ الرُّوحِيُّ لِلبَشَرِ فَكَمَا أَنَّ الطَّعَامَ لَيْسَ فَرْضَاً عَلَى الإنْسَانِ بَلْ يَأْكُلُ لِكَي يَشْبَعَ وَيَعِيشَ وَيُنَمِّيَ جَسَدَهُ , كَذَلِكَ الصَّلَاة هِيَ الطَّعَامُ الَّذِي نُغَذِّي بِهِ أَرْوَاحَنَا وَنُنَمِّي إيمَانَنَا وَصِلَتَنَا بِاللهِ , فَنَحْنُ نُصَلِّي لِكَي تَسْتَمِرَّ عَلَاقَتَنَا بِاللهِ وَيَكُونَ لَنَا شِرْكَةٌ يَومِيَّةٌ مَعَهُ وَنَنْمُو رُوحِيَّاً ” لَا تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ مَعِ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمَ طِلبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلَامُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلوبَكُمْ وَأفْكَارَكُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوع ” في 6,7 : 4
———————————————————————————–
وَلِلصَّلَاةِ أَنْوَاعٌ :
——————-
* صَلَاةُ التَّسْبِيحِ وَالتَّمْجِيدِ : وَهَذِهِ نُعَبِّرُ بِهَا عَنْ مَحَبَّتِنَا للهِ وَتَعْظِيمِنَا إيَّاهُ
* صَلَاةُ الشُّكْرِ : نُقَدِّمُ فِيهَا الشُّكْرَ للهِ عَلَى عَطَايَاهُ لَنَا كُلَّ يَوْمٍ
* صَلَاةُ التَّوبَة : فِيهَا نَعْتَرِفُ بِخَطَايَانَا لِلرَّبِّ وَنُقَدِّمُ تَوْبَةً حَقِيقِيَّةً عَنْهَا
* الطِّلْبَات : نَطْلُبُ فِيهَا مِنَ اللهِ كُلَّ مَا يَعُوزُنَا مِن احْتِياجَاتٍ بِشَرْطِ أَنْ تَتَوَافَقَ مَعَ مَشِيئَتِهِ وَلَكِنْ ” اطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله وَبرِّهِ أَوَّلَاً، وَكُلُّ تلْكَ الأَشْيَاءِ تُزَادُ لَكُم” لو 9:11
* الابْتِهَالَاتِ وَالتَّضَرُّعَاتِ : فِيهَا نُصَلِّي لِبَعْضِنَا البَعْض وَنَسْأَلُ الله مِن أَجْلِ إخْوَتِنَا “صَلَّوا بَعْضُكُم لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَي تُشْفُوا طِلْبَةُ البَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرَاً فِي فِعْلِهَا” يع 16:5
———————————————————————————————-
لَقَدْ عَلَّمَنَا الرَّبُّ يَسُوع بِأَنْ نُصَلِّي فِي كُلِّ وَقْتٍ وَلَا نَمِلُّ لِئَلَّا نَخْضَعَ لِلتَّجْرِبَةِ , فَبِدُونِ الصَّلَاةِ المُسْتَمِرَّةِ لَا يُمْكِنُ لِلإنْسَانِ أنْ يُنَمِّيَ إيمَانَهُ وَشَرِكَتَهُ مَعِ الرَّبّ وَلَا أَنْ يَقِفَ فِي وَجْهِ التَّجَارِب وَيَنْتَصِرَ عَلَيْهَا ” اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ” مت 41:26
صَلُّوا بِلَا انْقِطَاعٍ” تس 17:5
صَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلَا تَمُلُّوا ” لو18: 1
فَالصَّلَاة تُكْسِبُنَا القُوَّةَ لِمُحَارَبَةِ إبْلِيسَ وَكُلِّ قِوَى الشَّرِّ
—————————————————————————————————–
وَلَكِن هُنَاكَ شُرُوطٌ يَقْبَلُ بِهَا الله صَلَاتَنَا وَهِيَ:
——————————————————
* أَنْ نَطْلُبَ مَعُونَةَ الرُّوحِ القُدُسِ وَشَفَاعَتِهِ ,وَلَكِن مَا مَعْنَى شَفَاعَة الرُّوح القُدُس فِي الصَّلَاة ؟
الرُّوحُ القُدُسُ يَجْعَلُ طَلِبَاتَنَا مَقْبُولَةً لَدَى الله , فَهُوَ يُعَلِّمُنَا مَاذَا يَجِبُ أَن نُصَلِّي وَكَيْفَ نُصَلِّي فَتُصْبِحُ صَلَاتَنَا بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ , وَيُبَكِّتُنَا عَلَى خَطَايَانَا فَنُقَّدِّمُ تَوْبَةً عَنْهَا بِأَنَّاتٍ تُعَبِّرُ عَنْ شِدَّةِ حُزْنِنَا “وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضَاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا لِأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لِأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي وَلَكنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لَا يُنْطَقُ بِهَا ” رو 26:8
* أَنْ يَكُونَ قَلْبُنَا خَالٍ مِن كُلِّ خَطِيئَةٍ وَكُلِّ حِقْدٍ أَو كُرْهٍ تِجَاهَ أَيِّ إنْسَانٍ فَالله لَا يَسْمَعُ صَلَاةَ القَلْبِ الشَّرِّيرِ , فَيَجِبُ أَنْ نُقَدِّمَ قَلْبَنَا إلَى اللهِ أَثْنَاءَ الصَّلَاة لِيُطَهِّرَهُ وَيُعِيدَهُ إِلَيْنَا نَقِيَّاً
أَنْ تَكُونَ اخْتِيارَاً وَحُبَّاً بِالتَّحَدُّثِ إِلَى اللهِ لَا كُرْهَاً , فَالصَّلَاة يَجِبُ أَنْ تَنْبَعَ مِنَ القَلْبِ لَا الشِّفَاهِ . فَيُقَالُ أَنَّ ” الصَّلَاةَ مِنَ القَلْبِ دُونَ الكَلَامِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ بِالكِلِامِ مِنَ الشِّفَاهِ دُونَ القَلْبِ “
* أَنْ يَكُونَ ذِهْنُنَا مَشْغُولَاً فَقَطْ فِي اللهِ أَثْنَاءَ الصَّلَاةِ غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الزَّمَنِيَّةِ وَنَاسِينَ كُلَّ مَشَاكِلِنَا اليَومِيَّةِ وَاهْتِمَامَاتِنَا الدِّنْيَوِيَّةِ
* وَالأَهَمّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ أَنَّ صَلَاتَنَا لَنْ تَكُونَ مَقْبُولَةً لَدَى اللهِ إِلَّا إِذَا كَانَتْ بِاسْمِ المَسِيحِ , فَهُوَ الَّذِي أَعَادَنَا لِعَلَاقَتِنَا الأولَى مَعَهُ , وَمَا مَعْنَى الصّلاة بِاسْمِ المَسِيح؟
اسْم المَسِيحِ هُوَ قُوَّتُهُ وَقُدْرَتُهُ وَفِدَائُهُ وَكَفَّارَتُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَمَجْدٍ , فَعِنْدَمَا نُصَلِّي بِاسْمِهِ فَهَذَا يَعنِي أَنَّنَا نَطْلُبُ مِنَ الآبِ بِقُوَّة المَسِيحِ وَبِقُدْرَةِ عَمَلِهِ الفِدِائِيِّ الَّذي بِهِ أَعَادَنَا للهِ مِن جَدِيدٍ وَصَالَحَنَا مَعَهُ بِدَمِهِ , أَي نُعْلِنَ بِأَنَّنَا غَيْرُ مُسْتَحِقِّينَ أَنْ نُخَاطِبَ اللهَ كَأَبٍ لَنَا وَلَسْنَا أَهْلَاً لِأَنْ يَسْتَجِيبَ لَنَا , فَلِذَلِكَ نَسْأَلُهُ لَا بِاسْتِحْقَاقِنَا بَلْ بِقُوَّةِ عَمَلِ المِسِيحِ عَلَى الصَّلِيبِ الَّذِي بِهِ أَعَادَ الإنْسَانَ لِحَالَتِهِ الأُولَى
“مَهْمَا سَأَلْتُمُ بِاسْمِي، فَذَاكَ أَفْعَلُهُ، ليَتَمَجَّدَ الآَبُ بِالابْنِ. إِنْ سَأَلْتُم شَيْئَاً باسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ”
يو13:14
” لِكَي يُعْطِيكُمُ الْآَبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمُ بِاسْمِي”
يو 16:15
“حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانُ أَوْ ثَلَاثَةٌ باسْمِي، فُهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهٍم”
مت 20:18
——————————————————————————————-

+ المجد لله دائماً +

أضف تعليق